التاريخ : 2018-02-22
اتحاد الكرة يهدر مئات الالوف !!
صالح الراشد
تضع دول العالم استثماراتها في أمورمختلفه, فهذه الدولة تستثمر في الصناعات وأخرى في الزراعة, وبعضها في الانشاءات, لكننا في الاردن نستثمر في الانسان وننفق المال لصنع قيادات مستقبلية للوطن في شتى المجالات, وتقوم الدوله بشتى اذرعها ومؤسساتها بارسال العديد من موظفيها في دورات وتنفق عليهم المال للاستفادة من خبرات هؤلاء لبناء المنظومة الوطنية الخاصة.
هذا الحال ينسحب ايضا على الاتحادات الرياضية التي ترسل مدربيها وادارييها في دورات خارجية حتى يعودو بالخبرات المطلوبة لتطوير الاتحاد الذي ارسلهم, وفي اتحاد كرة القدم تم انفاق عشرات الالاف بل مئات الالاف على مجموعة من المدربين والاداريين من أجل تطويرهم والارتقاء بقدراهم حتى في النهاية نحصد ما زرع الاتحاد من خلال الاستفادة منهم في بناء خطط مستقبلية للعبة بفضل ما تعلموه.
وتوقعنا ان نشهد حركة نوعية في تطوير المنظومة بشكل متكامل, لكن ما حصل أمر غريب فقد تم الاستغناء عن هذه الاستثمارات الواحده تلو الاخرى, لنجد ان الاتحاد يهدر الاموال ويرميها في الهواء كونه لم يحقق الفائدة الكاملة من المشاريع الانسانية التي أنفق عليها الكثير من المال, فقد كنا نظن ان لدى اتحاد اللعبة سياسة شمولية ثابته لا تتغير بتغير الاشخاص, لأننا ظننا أن هناك خطة بناء لا يحق لاي كان العبث بها وتغيرها عن مسارها أو العبث بمكوناتها حتى تكتمل, لكن يحق للقادم ايا كان أن يضيف على الخطة للتطوير وأنه لا يحق لأي كان 'نسف' العمل.
توقعاتنا ذهبت أدراج الرياح, فالخطة أصبحت هباءا منثورا, والاستثمارات التي تم صناعتها على مدار سنوات طوال قام الاتحاد بتدميرها خلال اشهر معدودة, لتبدء رحلة البحث عن خبرات من جديد واصبح الاتحاد يحاول اصطناع خبراء جدد للحلول مكان الخبرات الحقيقية .
فاتحاد اللعبة استغنى عن خبرات متخصصة في مجالات عديدة ولم يتبق لديه الا خبرات محدودة ابرزها جميل خزاعلة المختص في الملاعب وعوض شعيبات المختص في المسابقات, فيما تخلص من الاعلامي المخضرم مفيد حسونة وأبعده عن الدائرة الاعلامية بعد ان قدم حسونة الكثير خلال مسيرته في الاتحاد وأنشأ أول دائرة اعلامية في اتحاد اللعبة, ثم تم التخلص من أحمد قطيشات الخبير في أمن الملاعب وهو أمر هام جدا وما فعله الاتحاد بمثابة مصيبة لأنه لا يوجد لدينا مختصون في هذا المجال, كما تم ابعاد محمد أبو السمك الذي شهد له الاتحاد الدولي لكرة القدم بانه من المبدعين في مجال التنظيم وادارة تنظيم البطولات ولا زال الاتحاد يبحث عن بديل مناسب, لم يتوقف الأمر هنا فقد تم التخلي عن مهند محادين خبير الاستثمار والتنظيم , كما تم انهاء عقد عاكف الحديد المدير الاداري وفي النهاية وبعد الخلاص من أصحاب الخبرات في غالبية الاختصاص تم البدء بالتخلص من الخبرات في مجال اعداد المدربين بابعاد المحاضر الاسيوي زياد عكوبة.
هذه الخبرات لم تحمل اسم خبير الا بعد أن أنفق عليها الاتحاد مبالغ مالية ضخمة ثم بدأ بالاستفادة منها وكان عليه الاستمرار حتى الانتهاء من البناء بشكل سليم واعداد خبرات موازية في القدرات والمعرفة حتى يتولو المهمة في الوقت المناسب الذي لم يحن بعد, ليكون ما جرى بمثابة 'مذبحة' للخبراء, وهذا ليس طعنا بقدرات من تولو المهمة بعد أصحاب الخبرة لكن كان على اتحاد الكرة الانتظار حتى ينضج أصحاب القرار الجديد ثم يتم منحهم فرصة العمل ليكون النتاج أفضل لأن ما حصل هدر للمال الذي تم استثماره في صناعة هؤلاء الخبراء.
عدد المشاهدات : [ 6676 ]